مما يميز التربية الفنية عن بقية المواد الدراسية :
أنها تكاد تمثـل المجـال النظري و العملي الذي يتحقـق فيه تفاعـل المتعلميـن مع المواد و لأشيـاء و البيئة بشكل مباشر و غير مباشر ، عن طريق الصورة و اللون و الرسم ، بالإضافة إلى أنها المجال الميداني ( شبه الوحيد ) الذي يمكن الأطفال في مختلف مراحل نموهم من التعبير عن حاجاتهم و اهتماماتهم مهما اختلفت قدراتهم .
ومعنى ذلك أن مادة التربيـة الفنيـة هي خبـرة ، و تطوير الخبرة التي تقوم على المهارة العملية و الذوق السليم والملاحظـة الموضوعيـة .
كما أن التربية الفنية ليست تكنولوجيا معقدة ، ولكنها أداة ومنهج و طريقة إليها ، حيث يتم تعلمها عن طريق الخبرة
و ترجمة المعرفة و المعلومات إلى عمل أو إنتاج مجــــد ومفيد .
وهذا ما يتطلع إليه التعليم المدرسي بشكل عام حيث يسعى اليوم إلى تقديم مواد البرنامج المقرر عن طريق النشاط و التطبيق و مشاركة المتعلمين و توجيه الميول ، مع الاتصال بالبيئة و التعامل مع ما فيها من مواد و أشياء حركيـة أو جامـدة ، و هذا ما يتيسـر في جلـه عن طريـق إدخال أكبر قسـط من التربيـة الفنيـة في البرنامـج الدراسي و الأخذ بأسلوبها و منهجها في طرق التدريس و أساليب التعليم ، أي الأخذ بالطرق النشيطة في التعليم عوض الطرق العملية العادية . فإدخال التربية الفنية في المناهج الدراسية ، هو إدخال للفن في النشاط المدرسي، مما يؤدي إلى خدمة الذوق و الجمال ، و بث روح النظام و التطبيق و الدفع إلى الإبداع بكل مرونة تخدم وتحقق الأهداف التربوية المنشودة .
(( مقتبس ))